الضغط النفسي من التحديات المؤثرة على حياة الأشخاص بشكل كبير، حيث يتخطى تأثيره مجرد الشعور بالقلق ليشمل نواحي عديدة من الصحة النفسية والجسدية. و ترجع أسبابه إلى عدة عوامل، تتراوح بين الضغوطات اليومية حتى التحديات الكبيرة التي تواجهنا في حياتنا الشخصية والمهنية. لذا، فإن فهم أسباب حدوثه وعلاماته يعد خطوة رئيسية نحو إدارته بفعالية.
محتويات المقال
ما هو الضغط النفسي؟
هو حالة من التوتر أو القلق الناجم عن ضغط و وضع صعب، كحدوث تغيرات مفاجئة أو مواجهة تحديات في الحياة. كما يؤدي إلى العديد من التأثيرات والاستجابات الجسدية والعاطفية والسلوكية المختلفة. الجميع يعاني من الضغط النفسي بدرجةٍ أو بأخرى، ومن وقتٍ لآخر. ولكن الطريقة التي يستجيب بها كلٍ منا له، هي التي تصنع فارقًا كبيرًا في حياة كلٍ منا.
مراحل الضغط النفسي
هناك ثلاث مراحل يمر بها الشخص عند تعرضه لضغط نفسي. هم كالتالي:
1) مرحلة الإنذار
تؤدي مرحلة الإنذار هذه إلى استجابة تسمى “القتال أو الهروب”. بعد الصدمة الأولية لحدث صعب أو ضاغط يستيقظ الجهاز العصبي المركزي؛ مما يتسبب في تجميع دفاعات الجسم.
2) مرحلة المقاومة
يدخل الجسم هنا مرحلة التعافي و يبدأ بإصلاح نفسه، وإعادة معدل ضربات القلب وضغط الدم وما إلى ذلك إلى معدلاتهم الطبيعية. لكنه يظل في حالة تأهب قصوى لفترة من الوقت.
3) مرحلة الإرهاق
عندما يستمر التنشيط في المرحلتين الأولى والثانية، بمرور الوقت يتسبب ذلك في انهيار التوازن داخل الجسم. وفي هذه المرحلة قد يبدأ ظهور بعض الأمراض الجسدية والنفسية لدى الشخص نتيجة التعرض للضغط نفسي لمدة طويلة، على سبيل المثال لا الحصر (مرض السكري، أو أمراض القلب، أو الاكتئاب، والقلق).
ما هي أعراض الضغط النفسي؟
تظهر الأعراض بعدة أشكال منها الجسدي والنفسي، و يختلف تأثيرها، وأعراضها، ومدتها من شخص لآخر. لكن هناك بعض الأعراض الأكثر شيوعًا، مثل:
- صعوبة الاسترخاء.
- تقلبات المزاج، والشعور بالقلق والتوتر.
- صعوبة في التركيز، وكثرة النسيان.
- الإصابة بالصداع أو أوجاع جسدية أخرى.
- اضطرابات المعدة والجهاز الهضمي.
- الإسهال أو الإمساك.
- الشعور بالتعب و الإرهاق.
- الشعور بالحزن، وتقلبات المزاج.
- الشعور بتدني احترام الذات.
- تناول الطعام أكثر أو أقل من المعتاد.
- الأرق و تغيرات في عادات النوم أو صعوبة النوم.
- استخدام الكحول أو التبغ أو المخدرات للاسترخاء.
- الآلام والأوجاع، وخاصة توتر العضلات.
- الشعور بالغثيان أو الدوخة.
- فقدان الرغبة الجنسية.
- فقدان الشهية للطعام أو تناوله بكميات أكثر من المعتاد.
أسباب حدوث الضغط النفسي
يحدث الضغط النفسي بسبب حالة عدم التوازن بين مطالب الوضع الحالي وقدرة الفرد على الاستجابة له. و قد ترجع الأسباب لأحداث إيجابية أو سلبية، مثل:
- وفاة شخص عزيز.
- الزواج، أو الانفصال، أو الطلاق.
- إنجاب طفل.
- الانتقال للعيش في مكان جديد.
- الحصول على وظيفة جديدة.
- التقاعد عن العمل.
- المشاكل المالية و الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
- التعاسة في العلاقة أو الزواج، أو في الحياة الاجتماعية عمومًا.
- ضغوطات العمل.
- الإصابة بمرض مزمن أو خطير، أو التعرض لحادث.
- الضغط النفسي من الأهل.
- ضغط الدراسة لاجتياز اختبار كبير أو مصيري (مثل: اجتياز اختبارات الثانوية العامة بتفوق).
- الاستعداد لمقابلة عمل للحصول على وظيفة.
- الحاجة إلى إنجاز الكثير في فترة زمنية قليلة.
- المعاناة من العديد من المشاكل الصغيرة بوقتٍ واحد (مثل: الدخول في ازدحام مروري، وسكب القهوة على ملابسك، والتأخر على موعدك).
أنواع الضغط النفسي
1) الضغط النفسي الحاد
هو شعور بالضغط النفسي لمدة قصيرة يأتي ويذهب سريعًا. قد يكون إيجابيًا أو سلبيًا. مثل: الشعور الذي ينتابك عندما تركب لعبة في الملاهي أو تتشاجر مع صديقك. جميعنا نعاني منه من وقتٍ لآخر.
2) الضغط النفسي الحاد العرضي
يحدث عندما تواجه ضغطًا حادًا بشكل منتظم. صعوبة هذا النوع من الضغط أنك لا تحصل أبدًا على الوقت الذي تحتاجه للرجوع لحالة الهدوء والاسترخاء. يؤثر هذا النوع من الضغوطات النفسية بشكل متكرر على الأشخاص الذين يعملون في وظائف مجهدة، مثل مقدمي الرعاية الصحية.
3) الضغط النفسي المزمن
هو ضغط نفسي طويل الأمد يستمر لأسابيع أو شهور. قد تواجه ضغوطات نفسية مزمنة بسبب مشاكل الزواج، أو مشاكل العمل أو المشاكل المالية. لذا؛ من المهم إيجاد طرق وحلول فعالة لإدارته حتى لا يسبب لك العديد من المشاكل الصحية والنفسية.
هل يعتبر الضغط النفسي إيجابي أم سلبي؟
قد يكون الضغط النفسي صحي يحفز على الإبداع والإنجاز، أو يكون مَرَضي يثبط العزيمة ويعرقل مسار الحياة. يكون إيجابيًا حيث يُبقيك في حالة ترقب واستعداد لتجنب الخطر. (على سبيل المثال: إذا كان لديك اختبار مهم، فقد تساعد استجابة الضغط النفسي جسمك على العمل بجدية أكثر والبقاء متيقظ لفترة أطول للاستعداد الجيد للاختبار).
القليل من الضغط النفسي قد يكون مفيدًا حيث تساعدنا استجاباتنا الجسدية والعقلية له على التكيف مع المواقف الجديدة ومواجهة التحديات والتهديدات التي تواجهنا و أداء أنشطتنا اليومية. لكنه يصبح سلبيًا و يسبب مشاكل صحية جسدية ونفسية إذا استمرت الضغوطات النفسية لفترة طويلة دون راحة أو فترات من الاسترخاء.
خطورة الضغط النفسي
يكمن تأثير و خطورة الضغوطات النفسية المزمنة الذي تستمر لفترة طويلة كأسابيع أو أشهر فيما يلي:
- اعتياد الشخص على العيش في ضغط مستمر وعدم إدراكه لوجود مشكلة، مما يؤثر بالسلب على صحته النفسية والجسدية فيما بعد.
- تفاقُم المشاكل الصحية القائمة لدى الشخص، وزيادة احتمالية تعاطي الكحول أو التبغ أو غيرها من مواد الإدمان.
- قد تكون الأوضاع الضاغطة المثيرة للضغط النفسي سببًا في حدوث المشاكل الصحية النفسية أو تفاقُمها (أكثرهم شيوعًا القلق والاكتئاب).
متى يجب عليك زيارة الطبيب؟
يجب عليك طلب المساعدة الطبية إذا أصبحت الأعراض لديك مستمرة وبدأت تؤثر بشكلٍ كبير على حياتك اليومية، مثل:
- الشعور المستمر بالإرهاق والتعب.
- تأثُر الصحة الجسدية بالسلب، وظهور أعراض وأمراض جسدية.
- إذا كنت تعاني من مشاعر الاكتئاب، أو الأفكار الانتحارية، أو نوبات الهلع.
- إذا لم تختفي اعراض الضغط النفسي بعد محاولاتك الذاتية لتقليل وتفريغ الضغط النفسي.
- إذا بدأت استخدام المواد المخدرة أو الكحول للتأقلم مع الأوضاع المسببة للضغط النفسي لديك.
- إذا كان الضغط النفسي مزمن، أو مصحوب بصداع يومي، أو تشنج في الفك، أو الألم العضلي الليفي.
إذا كنت تعاني أيًا من الأعراض السابقة يجب عليك التوجه لأخصائي الصحة النفسية لمساعدتك في علاج الضغط النفسي من خلال تقديم المشورة، وإيجاد طرق لإدارة ضغوطك، و بدء خطة العلاج المناسبة لك. لتحمي نفسك من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية على المدى الطويل.