محتويات المقال
في ظل إيقاع الحياة السريع والمتغيرات المستمرة بحياتنا اليومية؛ انتشرت معدلات الضغط النفسي والقلق لدى معظم الأشخاص. سواء بسبب ضغوطات العمل، الاوضاع الاقتصادية، المسؤوليات العائلية، أو حتى إذا كان الضغط النفسي من الأهل
. لذلك، أصبح من الضروري تطبيق طرق تفريغ الضغط النفسي الفعالة للحفاظ على التوازن النفسي، وتجنب الأمراض النفس جسدية والآثار السلبية المدمرة للضغط النفسي على الجسم والعقل على حدٍ سواء.
نتناول في هذا المقال أهم طرق تفريغ الضغط النفسي والتقنيات التي يمكنك اللجوء إليها في المواقف العصيبة للسيطرة على تصاعد مستويات الضغط النفسي والتوتر لديك، وأيضًا طرق العناية الذاتية والتغييرات الإيجابية بنمط الحياة التي تساعدك في تحسين جودة حياتك، واستعادة توازنك الداخلي، وتجنُب الآثار السلبية للضغط النفسي طويل المدى. سواء كنت تبحث عن تقنيات سريعة أو استراتيجيات طويلة الأمد، ستجد في هذا المقال نصائح عملية تناسب احتياجاتك.
1- التفكير الإيجابي وتقبل الأمور
أولًا: تحديد وتصنيف أسباب الضغط النفسي
قد يكون التفكير السلبي سببًا في زيادة الشعور بالضغط. لذا، جرب تغيير طريقة تفكيرك تجاه المشكلات وتقبل الأمور التي لا يمكنك تغييرها. فلا فائدة من القلق بشأن ما لا تستطيع تغييره. وتقبّل حقيقة أنك لا تستطيع التحكم بكل شيء. قم باتباع الخطوات التالية عندما تشعر بالضغط النفسي:
- قم بالربط بين الشعور بالإرهاق أو المرض، وبين الضغوطات التي تواجهها. ولا تتجاهل التحذيرات الجسدية، (مثل: توتر العضلات، التعب الشديد، الصداع).
- حاول تحديد الأسباب وراء شعورك بالضغط والتوتر.
- صنّف الأسباب المحتملة لشعورك بالضغط إلى أسباب يمكن حلها عمليًا، وأسباب ستتحسن على أي حال بمرور الوقت، وأسباب خارج نطاق سيطرتك لا يمكنك تغييرها أو فعل شيء حيالها.
- قم بالتفكير في حلول عملية لأسباب حدوث الضغط بالمجموعة الأولى. وابحث عن طرق للتخلص من القلق بشأن الأسباب التي لا يمكنك تغييرها في المجموعتين الثانية والثالثة.
ثانيًا: التفكير الإيجابي وممارسة الامتنان
التركيز على الجوانب الإيجابية لديك يقلل من شعورك بالضغط النفسي، ويساعدك على تجاوز التحديات. إن قضاء بعض الوقت يوميًا للتفكير فيما أنجزته وليس فيما لم تنجزه، مع الاعتراف بالأجزاء الجيدة من يومك أو حياتك يساعد على تحويل التركيز من المشاكل إلى الحلول، ويعزز من مرونتك النفسية.
ممارسة الامتنان تساعد على تخفيف التوتر، وتعزز الشعور بالسعادة والرضا عن الحياة من خلال التركيز على الجوانب الإيجابية لديك، والتعبير عن التقدير لما تملكه.
ممارسة التفكير الإيجابي والامتنان بانتظام وسيلة فعالة من طرق تفريغ الضغط النفسي، وتعزيز الصحة النفسية والعقلية.
2- تناول وجبات صحية متوازنة بانتظام
عندما يتعلق الأمر بإدارة الضغوط النفسية؛ فإن التغذية الصحية السليمة تلعب دورًا أساسيًا في استقرار الحالة النفسية والتخفيف من الضغط النفسي. كما أن هناك علاقة قوية بين اتباع نظام غذائي غير صحي والضغط النفسي المستمر. مما يتسبب في حدوث العديد من المشكلات الصحية الجسدية والعقلية. لذا، حاول اتباع هذه النصائح الغذائية:
- تناول وجبات غذائية متوازنة بأوقات منتظمة، واشرب ما يكفي من الماء والسوائل، وتناول الكثير من الفواكه والخضروات الطازجة.
- احرص على تناول وجباتك بأوقات منتظمة، وتجنب تخطِيها حتى لا يحدث انخفاض نسبة السكر بالدم، مما يسبب كآبة المزاج، وإثارة مشاعر الغضب والإحباط الشديدة لديك.
- تجنب الإفراط في تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين (مثل: القهوة، الشاي الأسود، مشروبات الطاقة، المشروبات الغازية)، خاصةً في فترات المساء. لأنه يؤثر سلبًا على الجهاز العصبي المركزي ويؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والقلق بالجسم.
- تناول الأطعمة والمشروبات التي تساعد على تهدئة الأعصاب، وتحسين الحالة المزاجية بفضل احتوائها على كميات جيدة من العناصر الغذائية المفيدة للدماغ كالفيتامينات والمعادن الأساسية.
مشروبات تساعد على تهدئة الأعصاب
- الشاي الأخضر: يحتوي على الثيانين، وهو مركب يساعد على تهدئة الأعصاب، وتقليل التوتر، وتعزيز الشعور بالراحة والاسترخاء. لكن، يُنصح بتناوله صباحًا أو نهارًا للاستفادة من تأثيره المهدئ مع زيادة اليقظة الذهنية، وتجنب تناوله ليلًا بسبب احتوائه على الكافيين.
- البابونج: له تأثير مهدئ للأعصاب، ويُفضل تناوله مساءًا، خصوصًا قبل النوم، للمساعدة في الاسترخاء والخلود إلى نوم هادئ.
- النعناع: يساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتخفيف الضغط النفسي و التوتر.
- اللافندر: له تأثير مهدئ ويساعد في تقليل مستويات القلق.
- الزنجبيل: ينشط الدورة الدموية، ويقلل من الالتهابات، ويجدد الخلايا العصبية مما يساهم في الشعور بالراحة والهدوء.
- الماء: شرب الماء بكمية كافية يوميًا يخفف من التوتر الجسدي وتقليل الصداع الناتج عن الجفاف. ويخفف الضغط النفسي من خلال تنظيم الهرمونات والمحافظة على استقرار مستويات “الكورتيزول” وهو هرمون التوتر والضغط النفسي. كما يعزز وظائف الدماغ، ويحسن من التركيز، وجودة النوم، ويحسن الحالة المزاجية.
- العصائر الطبيعية: هناك عصائر طبيعية تحتوي على مكونات تسهم في تهدئة الأعصاب، وتقليل التوتر بفضل الفيتامينات والمعادن بها. ( مثل: عصير الكرز، عصير البرتقال، عصير التوت البري، عصير الليمون، عصير الرمان).
أطعمة تساعد على تهدئة الأعصاب
- الأطعمة التي تحتوي على التريبتوفان: وهو حمض أميني يعزز إنتاج السيروتونين والميلاتونين، مما يحسن من الحالة النفسية والمزاجية. (يوجد بـ: اللحوم، الدواجن، الأسماك، التمور المجففة، الحليب، البيض، الجبن، الزبادي).
- الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 (مثل: السلمون، السردين، الماكريل).
- المكسرات والبذور الغنية بالمغنيسيوم ( مثل: الجوز، اللوز، الفستق، بذور الشيا، بذور الكتان).
- الشوكولاتة الداكنة التي تعزز إفراز السيروتونين (هرمون السعادة).
- الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة: حيث تلعب دورًا هامًا في حماية الجسم من الإجهاد التأكسدي الذي يؤثر سلبًا على الصحة العقلية ويسبب التوتر والقلق، كما تساعد في حماية الخلايا العصبية من التلف وتعزز صحة الدماغ. (توجد بـ: التوت البري، الفراولة، العنب، التوت الأسود، الرمان، الأفوكادو، الجزر، البطاطا الحلوة، السبانخ، البروكلي، القرنبيط، اللفت).
3- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
تعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وسيلة فعالة من أهم طرق تفريغ الضغط النفسي من خلال تحفيز الجسم على إفراز هرمونات السعادة (مثل: الإندورفين والسيروتونين).
فوائد الرياضة للصحة النفسية
- تعمل كمضاد طبيعي للتوتر والقلق.
- تعزز الحالة المزاجية والشعور بالسعادة.
- تقلل مستويات التوتر وتساهم في تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق.
- تحسن الدورة الدموية مما يؤدي إلى تحسين أداء الجهاز العصبي وتحسين الصحة العامة.
- ترفع مستوى الرضا العام عن الحياة.
من أهم التمارين التي يوصى بها:
- المشي السريع أو الجري.
- تمارين اليوجا والتأمل.
- التمارين الهوائية مثل السباحة وركوب الدراجات.
4- تنظيم الوقت وإدارة المهام بفعالية
تنظيم حياتك هو مفتاح الهدوء النفسي. لأن من أكبر مسببات الضغط النفسي والتوتر هو شعورك بضيق الوقت وكثرة المهام المطلوبة منك وعدم قدرتك على إدارة وقتك بفعالية. هنا يأتي أهمية إدارة وتنظيم الوقت، وتدوين المهام، وتحديد الأولويات. مما يساعدك على تنظيم يومك، وبالتالي الشعور بمزيد من التحكم في أمورك بالوقت الحالي وعلى المهام بعيدة المدى. بالتالي تخفيف الشعور بالضغط النفسي والتوتر.
ما هي أهم خطوات تنظيم الوقت؟
- قم بتحديد الأولويات المطلوب منك تنفيذها.
- قم بتقسيم المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة يمكن تأديتها بسهولة.
- قم بترتيب المهام حسب أولوياتك من الأهم ثم التي تليها بالأهمية.
- قم بإعداد جدول يومي وأسبوعي لإنجاز المهام المطلوب منك تنفيذها.
- استخدم قائمة المهام، و ركّز على إنجاز المهام الأكثر أهمية أولًا.
- تجنب التسويف: حاول أن تنجز مهامك بأوقاتهم المحددة، وتجنب التأخير في أداء المهام حتى لا تزيد من الضغط النفسي.
- امنح نفسك الراحة: لا تنس منح نفسك أوقاتًا محددة للراحة والاسترخاء وسط جدول المهام.
نصيحة: لا تشعر بالفشل والإحباط إذا حدث أمر طارئ أثّر على مهمة إنجازك للمهام التي قمت بتحديدها سابقًا، وتقبل فكرة أنه لا يمكنك التحكم في كل شيء بنسبة 100%. قم بتفويض المهام عند الحاجة وتجنب زيادة التحمل، واعمل على قبول الأشياء التي لا يمكنك التحكم بها.
يمكنك استخدام بعض التطبيقات الذكية مثل Trello أو Google Calendar لمساعدتك بإدارة وقتك بفعالية.
5- احصل على قسطٍ كافِ من الراحة والنوم
الحصول على قسطٍ كافِ من النوم أمر هام لصحة الجسم والعقل معًا. فالنوم يرمم ويريح ويجدد نشاط أجسامنا، ويسهم في تقليل آثار الضغط النفسي. بينما تقل قدرة الفرد على إدارة الضغط النفسي والتعامل مع المواقف الضاغطة، وتزداد نسبة التوتر وتشوش التفكير لديه عندما يكون مرهقًا ولم يأخذ كفايته من النوم.
لذا، يوصى بتنظيم مواعيد النوم والحصول على سبع إلى تسع ساعات من النوم الموصي بها كل ليلة لتشعر بعدها بتحسن ملحوظ في حالتك المزاجية وطريقة تعاملك مع الضغوطات.
أهم نصائح وعادات النوم الصحي:
- تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين والمنبّهات قبل النوم بوقتٍ كافِ لا يقل عن ثمان ساعات.
- تجنب تناول الوجبات الثقيلة قبل النوم بوقتٍ قصير، حتى لا ينشغل جسمك بهضمها فتصاب بالأرق.
- اجعل مكان نومك هادئ، ومظلم، ومريح وبدرجة حرارة مناسبة قدر الإمكان.
- قلل استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم (مثل: التلفزيون، الحاسوب، الهواتف الذكية).
- تجنب أخذ قيلولة طويلة خلال النهار، لتجنب حدوث الأرق ليلًا.
6- تفريغ المشاعر والدعم النفسي الاجتماعي
الدعم النفسي من الآخرين وتفريغ المشاعر من أفضل طرق تفريغ الضغط النفسي. لأن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، والتحدث عن المشاكل والضغوط مع شخص موثوق، إيجابي، داعم، قادر على الاستماع دون إصدار أحكام، سواء كان صديق، أو فرد من العائلة، أو زميل، أو مستشار نفسي، يمكن أن يساعد في تفريغ الضغط النفسي قبل أن يتزايد بشكلٍ كبير.
أهمية الدعم الاجتماعي في تحسين الصحة النفسية
- تفريغ المشاعر العاطفية: تعبير الشخص عن مشاعره وتحريرها بدلًا من كبتها، خطوة مهمة لتعزيز الصحة النفسية حتى لا تتراكم وتسبب مشكلات نفسية وجسدية عديدة (مثل: القلق، والتوتر، وآلام الجسد).
- تعزيز الشعور بالأمان والراحة: عندما يجد الإنسان من يستمع إليه ويفهمه؛ يشعر بالأمان والاطمئنان.
- زيادة الثقة بالنفس: حيث يساعد التفاعل الاجتماعي في تبادل الخبرات والنصائح، مما يتيح للشخص رؤية تحدياته من منظور مختلف.
- التشجيع على تبني عادات صحية، ورفع قدرة الفرد على مواجهة التحديات والصعوبات بطرق صحيحة.
- تعزيز الشعور بالانتماء، وتقليل الشعور بالعزلة والوحدة التي قد تؤدي إلى الإصابة بالقلق والاكتئاب.
- يساعد في منح الدعم العاطفي وبناء شبكة أمان عاطفية، مما يساهم في تقليل التوتر، وتعزيز الشعور بالراحة والاستقرار النفسي بشكل كبير.
طرق تعزيز الدعم الاجتماعي والتفاعل الإيجابي
- بناء علاقات اجتماعية قوية وصحية مع الأصدقاء والعائلة.
- مشاركة المشاعر والمخاوف مع الأصدقاء أو المختصين النفسيين.
- الانضمام إلى مجموعات دعم نفسية أو مجتمعية.
7- تمارين التنفس العميق وتقنيات الاسترخاء
تعتبر تمارين التنفس العميق من أسرع طرق تفريغ الضغط النفسي وأكثرهم فعالية في تخفيف التوتر على الفور. تعتمد هذه التقنية على زيادة كمية الأكسجين الواصلة إلى الدماغ، وتحفيز الجهاز العصبي الباراسمبثاوي المسؤول عن استرخاء الجسم وتهدئة الأعصاب.
كيفية تطبيق التنفس العميق:
1. الجلوس في مكان هادئ.
2. أخذ نفس عميق من الأنف مع العد إلى أربعة.
3. حبس النَفَس لمدة أربع ثوانٍ.
4. إخراج الهواء ببطء من الفم لمدة أربع ثوانٍ.
5. تكرار العملية عدة مرات حتى الشعور بالاسترخاء.
فوائد تمارين التنفس
- تقنيات التنفس العميق من أبسط الطرق وأكثرهم فعالية لتقليل التوتر في اللحظات الحرجة، وتهدئة العقل والجسم.
- التنفس العميق يقلل من مستويات هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر، مما يهدئ الأعصاب، ويعزز الإحساس بالهدوء والاسترخاء ويحسن جودة النوم، مما يسهم في إعادة التوازن النفسي.
- تحسين أداء الدورة الدموية، مما يساعد في خفض ضغط الدم، وتحسين التركيز والانتباه، وتحسين عملية الهضم التي تتأثر سلبًا بسبب التوتر والقلق.
8- ممارسة الهوايات والأنشطة الترفيهية
إن تخصيص وقت للاستمتاع بالهوايات والأنشطة التي تحبها من طرق تفريغ الضغط النفسي الفعالة، وفرصة جيدة للاسترخاء، وإعادة توازنك النفسي، كما تمنحك فرصة للابتعاد عن دوامة الحياة اليومية ومصادر التوتر، والتركيز على ما يجلب لك السعادة.
هناك عدة أنشطة لتفريغ الضغط النفسي، اختر منهم ما يناسب اهتماماتك وقم بممارسته. مثل:
القراءة
تتيح القراءة فرصة التعلم والتأمل وتحقق للذهن استراحة لتهدئة الأعصاب، وتعزيز الاسترخاء الجسدي والعقلي. كما أن قراءة قصص الشخصيات الملهمة الذين مروا بتجارب صعبة وتغلبوا عليها يمكن أن تلهم وتذكر الذين يمروا بضغط نفسي أنه بالإمكان تخطي التحديات والصعوبات بالعزيمة والإصرار” تحويل النقمة إلى نعمة”.
النحت
يعتبر من الهوايات الاقتصادية الفعالة لتفريغ الضغط النفسي. فمن خلال العمل على تشكيل المواد، تتاح الفرصة لتفريغ المشاعر المكبوتة بشكل غير لفظي والتخلص منها.
الكتابة والتدوين
هي وسيلة هامة لتفريغ المشاعر والتعبير عنها وعن الأفكار الداخلية من خلال الكتابة أو التدوين الشخصي. فهي تساعد على تنظيم الأفكار، وتخفف من حدة القلق بشكل عام. ينصح بكتابة كل ما يدور ببالك ويشغل تفكيرك ثم التخلص منه، أو الاحتفاظ به بشكل سري للتفكير به في وقتٍ لاحق.
الزراعة أو البستنة
قضاء الوقت في الطبيعة له تأثير قوي على النفس والجسم. البستنة تتيح لك الفرصة للاتصال بالأرض والنباتات، وهدوء الطبيعة يساعد على الشعور براحة البال والسكينة، ويعتبر هذا الوضع مهدئ طبيعي للتوتر والقلق.
الرسم أو التلوين
يساعد استخدام هذه التقنية على التعبير عن المشاعر وإخراجها بطريقة غير لفظية. مما يساهم في تهدئة الأعصاب. هذا النشاط مناسب جدًا للأشخاص التي لا تفضل التعبير عن مشاعرها لفظيًا، مما يجعلها من طرق تفريغ الضغط النفسي المفضلة لدى معظم الأشخاص.
الطبخ
الطبخ ليس مجرد وسيلة لإعداد الطعام، بل هو أيضًا نشاط مهدئ يعزز التركيز على الحاضر، يخفف من التوتر، ويعزز الشعور بالإنجاز والإبداع. سواء كنت تطبخ لنفسك أو للآخرين، يمكن أن تكون عملية الطبخ تجربة ممتعة ومفيدة للتخلص من الضغوط النفسية.
الخياطة والتطريز
هذا النشاط الإبداعي يعزز الشعور بالإنجاز. كما يشبه التأمل في تأثيره المريح على النفس من خلال التركيز الذهني والابتعاد عن الأفكار السلبية، ويساهم في تحسين المهارات الحركية الدقيقة، ويعلم الصبر. يمكن ممارسة الخياطة في بيئة هادئة أو مع مجموعة لدعم التواصل الاجتماعي أيضًا، مما يجعلها هواية فعالة لتخفيف الضغط النفسي وتحسين الصحة النفسية.
ألعاب الألغاز والشطرنج
تعتبر أدوات فعالة لتفريغ الضغط النفسي بفضل قدرتها على تعزيز التركيز، تحفيز التفكير الإبداعي، تحسين الصبر والتحكم في النفس، تنشيط العقل وتحقيق الشعور بالإنجاز. هذه الألعاب توفر فرصًا للابتعاد عن التفكير المفرط في الضغوط اليومية وتساعد على تحسين المزاج بشكلٍ كبير.
الرحلات والتنزه
تعتبر وسيلة ممتازة من طرق تفريغ الضغط النفسي من خلال الابتعاد عن الروتين اليومي، والتفاعل مع الطبيعة، سواء كانت رحلة إلى مكان بعيد أو مجرد نزهة في الحديقة، إن التغيير في البيئة والنشاط البدني يساهمان في تعزيز الشعور بالسعادة وتخفيف الضغوطات النفسية بشكلٍ فعّال.
المشاركة بالعمل التطوعي
هو أحد الأنشطة التي تساعد بشكل كبير في تحسين الصحة النفسية. عندما يقوم الفرد بمساعدة الآخرين أو العمل على قضية لخدمة المجتمع؛ يتولد لديه شعور بالرضا الشخصي والإنجاز. مما يُعزز من الشعور بالقيمة الذاتية، وبالأثر الإيجابي في حياة الآخرين. مما ينعكس بشكل إيجابي على الحالة النفسية والمزاجية.
9- اطلب المساعدة
إذا كنت تواجه مشكلة تشغل تفكيرك ولا تستطيع إيجاد الحل مناسب لها، لا تتردد في طلب المساعدة بشكل واضح من الأشخاص المناسبين لتقديم الدعم لك. كما أن الاستعانة بمحترفين كالمعالجين النفسيين مفيد جدًا في حالات الضغط النفسي الشديد. إذا كنت تعاني من صعوبة في أداء عملك في المنزل أو في وظيفتك بسبب حدثٍ ما أو بسبب كثرة الالتزامات المطلوب من تأديتها، قم بتفويض بعض المهام إلى زملاء العمل أو أفراد الأسرة.
طلب المساعدة من الآخرين والحصول على الدعم منهم لا يُعتبر ضعفًا، بل هو دليل على القوة والوعي بأهمية العناية بالنفس. كما أنه يعد من أهم استراتيجيات وطرق تفريغ الضغط النفسي والتخفيف من الأعباء. إليك أهميته في نقاط:
تخفيف الشعور بالوحدة
الشعور بالوحدة يمكن أن يفاقم من الضغط النفسي ويزيد من الشعور بالحزن. بينما طلب المساعدة من الآخرين يفتح بابًا للتواصل والتفاعل مع الآخرين، ويخلق شعورًا بالانتماء والدعم الجماعي، مما يُشعر الشخص أنه ليس وحيدًا في مواجهة الصعوبات، ويخفف من آثار الوحدة النفسية لديه.
تعزيز العلاقات الاجتماعية
طلب المساعدة من الآخرين يشعرهم بالأهمية والتقدير، وبأن لهم دور إيجابي في حياتنا، مما يعزز الروابط بيننا وبينهم، و تبادل الشعور بالامتنان والدعم. تساعدك معرفة طرق واستراتيجيات وخبرات عملية جديدة من الآخرين على التعامل بشكل أفضل مع التحديات والصعوبات التي تواجهك، ويوفر لك وقتًا وجهدًا كبيرين، ويعزز قدرتك على مواجهة الضغوط أو حتى التكيف معها بشكل أفضل، مما يخفف من شعورك بالاستنزاف العاطفي والنفسي.
كسر دائرة التفكير السلبي
التعبير عن المشكلة بوضوح وطلب المساعدة من الأشخاص الموثوق بها يمنحك الفرصة للتوقف عن روتين التفكير المرهق، وتصحيح الأفكار السلبية، وتعلم مهارات فعالة، وإيجاد حلول جديدة قد تكون غير واضحة لك من قبل من خلال رؤية التحديات والصعوبات من منظور مختلف؛ مما يساعدك في معالجة المشاعر السلبية وفهمها بشكل أفضل، ويعزز مهاراتك بحل المشكلات وطريقة تعاملك مع التحديات، ويمنحك شعورًا أكبر بالكفاءة والراحة النفسية.
تحسين الصحة الجسدية والعقلية
أثبتت الدراسات أن تلقي الدعم من الآخرين يساهم في تقليل مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر) في الجسم، مما يحسن الحالة النفسية والصحية ويقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض المتعلقة بالضغط النفسي المزمن، (مثل: ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل القلب) على سبيل المثال لا الحصر. مما يجعله من أكثر طرق تفريغ الضغط النفسي فعالية.
بناء المرونة النفسية
عندما يطلب الشخص الدعم من الآخرين بدون الشعور بالذنب أو الخجل؛ يتعلم أن طلب المساعدة ليس ضعفًا، وأن تقبل الدعم والمساندة أمر طبيعي وجزء من بناء القوة الشخصية، وخطوة شجاعة لإيجاد التوازن النفسي. هذا التوازن بين الاعتماد على الذات وقبول المساعدة يعزز من المرونة النفسية لمواجهة التحديات المستقبلية، ويساهم في تعزيز الصحة النفسية بشكلٍ عام.